كيف أنجز عامل الصيانة مهمته؟؟
خطف نسر رجلا .. كان الرجل جالسا في شرفته يتصفح جريدة الصباح كما تعود أن يفعل مؤخرا .. ذهبت إليه زوجته لتخبره أن يخلع عنه الأفرول لتغسله، الأفرول الذي يصر على ارتدائه حتى بعد أن سرحوه من العمل، فلم تجد في الشرفة إلا صفحة من جريدة ملقاه على الأرض بها فستانا جميلا في إعلان غسالة، التقطت الصفحة، فابتلعتها الغسالة .. استيقظ الابن، فوجد باب الشرفة مفتوحا، وعندما ذهب ليغلقه، لمح صورة شابة فاتنة في إعلان أعشاب تخسيس داخل الصفحة، اقترب منها، فابتلعته عبوة الأعشاب.
عقب ذلك بقليل .. كان رجل آخر يجلس بملابسه الداخلية في حديقة منزله الخلفية، عندما رأى رجلا طائرا يحمل جريدة، نظر الرجل إلى زجاجة الخمر في يده وضحك في هيستيرية، ثم رفعها ثانية إلى فمه .. بالداخل، كانت زوجة السكير تستعد لتجربة الغسالة الجديدة، إلا أنها أغلقت بابها بسرعة بعد أن رأت داخلها ما يشبه سيدة بثياب منزلية .. وفي المطبخ، كانت ابنتهما قد فتحت توا عبوة أعشاب تخسيس، لتجد داخلها شابا وسيما، يبتسم لها.
كان رجل الأعمال متعكر المزاج، ليس فقط لأنه لم يعثر على جريدة الصباح التي يهوى مطالعتها يوم العطلة في فناء مصنعه، ولكن لأن الحملة الإعلانية الضخمة التي تكبدها لترويج الغسالة الجديدة، يبدو أنها قد أتت بنتائج عكسية، إذ أن سيدة مجنونة، سليطة اللسان، اتصلت به منذ دقائق، تريد إعادة غسالة، وإلا – كما هددته - فسوف تُشهر بالشركة على مواقع التواصل الاجتماعي. زاد من حنقه أنه فشل في الاتصال بأي من عمال الصيانة للذهاب إليها، أقسم في قرارة نفسه أن يفصلهم جميعا .. في ذات الوقت كان النسر لم يعد يحتمل دغدغة رجل الجريدة لساقه، فأسقطه فوق شجرة وطار ضاحكا، فتح صاحب المصنع نافذة مكتبه، فإذا به أمام رجل يرتدي أفرولا، يبتسم له على الشجرة، ويحمل في يده جريدة الصباح.
داخل سيارة أجرة، كان رجلا يرتدي أفرولا يعد نقوده للمرة الثالثة، الأمر الذي جعل السائق ينظر إليه في ارتياب، وضع الرجل النقود في جيب الأفرول الأيسر، ثم أخرج عقد عمل من الجيب الأيمن، وبعد أن تمعن فيه جيدا، أعاده، ثم أخرج النقود وعدها للمرة الرابعة .. بعد أن ترجل من سيارة الأجرة، حاول عامل الصيانة أن يتذكر المهمة التي عهدها إليه صاحب المصنع لكن دون جدوى، كلمات متفرقة فقط هي كل ما التصق بذاكرته: سيدة في غسالة / سليطة اللسان / حملة إعلانات ضخمة / سمعة المصنع. ماذا يفهم من كل هذا العبث؟؟ طمأن نفسه بألا بأس، وأنه حتما سيعرف المطلوب منه بعد قليل، قبل منزل العميلة مباشرة، شاهد الرجل فستانا جميلا في واجهة محل، دخل واشتراه دون تردد، فتلك هي الطريقة المثلى ليجعل زوجته تصدق كل ما حدث له .. في ذات التوقيت، كانت هناك سيدة تجلس في حديقة منزلها الخلفية، تحاول إقناع زوجها السكير بما رأت، إلا أنه وبعد أن شرب من الزجاجة التي في يده قال لها: بالطبع يا عزيزتي، هناك سيدة داخل الغسالة، مثلما كان هناك رجلا طائرا يحمل جريدة، ثم واصل ضحكه الهيستيري .. استقبلت السيدة عامل الصيانة بوجه شاحب، أشارت له في ارتباك إلى الحمام حيث مكان الغسالة، ثم أخبرته أنها ستذهب لإعداد الشاي .. فتح الرجل باب الغسالة فإذا بزوجته أمامه!! كانا تماما مثلما تركا بعضهما قبل ساعتين، ارتبك، سقطت الحقيبة من يده، انفتحت، رأت الفستان الذي أعجبها في صفحة الجريدة، دهشت، ورغم كل الارتباك الحادث داخلهما وحولهما، إلا أنها ارتمت في أحضان زوجها، حبيبها ومنقذها، قبلا بعضهما طويلا وكأنها أول مرة، لو كانا في منزلهما الأن لفعلا الأفاعيل!! ولكن لماذا يتعين عليهما الانتظار لحين العودة إلى المنزل؟؟ كيف وابنهما لا يفارقه مطلقا؟؟ هل هناك وقتا ومكانا أفضل من الأن وهنا؟؟
عثرت الابنة على شاب وسيم يبتسم لها داخل عبوة أعشاب للتخسيس، وبخلاف أبويها، لم تضع وقتها في الدهشة أو الخوف، بل استسلمت ليده التي جذبتها داخل العبوة. كانا قد انتهيا من بث غرامهما للمرة الثانية عندما كان أبواها يتشاجران في الحديقة حول ما رآه. قررا أن يصعدا إلى غرفتها، خرجت هي أولا لتتأكد من خلو الطريق، سارت في الردهة عارية تماما إلا من نثار عشيبات برية تلعق جسدها، كانت فراشة داخل حلم، رقصت، طارت، حتى انتبهت على صوت خطوات قريبة، ارتمت بسرعة على الأرض، واختبأت أسفل منضدة اعتادت أن تتكور تحتها أحايين خوفها، جل ما كانت تخشاه؛ أن تنتهك أمها حلمها وتحيله كابوسا مثل كل مرة. ثانية واحدة فقط، وتجسد خوفها عندما سمعت صرخة أمها من داخل المطبخ.
"هناك شاب عاري داخل عبوة الأعشاب" أطلقت السيدة جملتها القذيفة من المطبخ، فأصابت كل من في المنزل، فكرت الابنة أن تذهب إلى الحمام (حيث أنه المكان الأقرب) لستر نفسها، إلا أنها وبعد أن تسحبت قليلا أسفل المنضدة، رأت عامل صيانة يقبل سيدة ترتدي فستان سهرة أنيق وينقدها بعض الأموال!! استدارت في مخبأها وقررت أن تصعد إلى غرفتها، إلا أن أمها كانت قد تحركت بضع خطوات تجاه الباب الخلفي للمنزل مكررة جملتها، حينئذ اقترب عامل الصيانة وسأل: أين هو يا سيدتي؟؟ أشارت الأم إلى المطبخ في خوف. ثوان قليلة وخرج العامل بالعبوة، أفرغ محتوياتها على أرض الردهة، وكرر سؤاله: أين هو يا سيدتي؟؟ اضطربت السيدة وقالت: ولكن هناك سيدة داخل الغسالة أليس كذلك؟؟ هز رأسه نفيا، ذهبت السيدة إلى الحمام وفتحت الباب، فوجدت ابنتها تقف أمام المرآة بثياب منزلية مألوفة لها، لم تعرف ماذا تقول، احتضنت ابنتها وانخرطت في بكاء حار، ثم أخذت تقبلها وتعتذر لها: سامحيني، هل عدت للاختباء ثانية؟؟ أعلم أنني أصبح شريرة أحيانا ولكني أحبك، أعدك ألا أخيفك ثانية، سامحيني يا ابنتي، هل اختبأت داخل الغسالة؟؟ .. نظر عامل الصيانة للفتاة التي ارتدت ثياب زوجته وابتسم، ابتسمت الفتاة ابتسامة ذات مغزى، ولكن للشاب العاري الذي أطل من جيب الأفرول، بينما كانت أصوات ضحك هيستيري تصلهما من حديقة المنزل.
بقى أن نعلم كيف اختفى صاحب المصنع .. لم يكن يشغل الرجل مؤخرا سوى عامل الصيانة؛ ذاك الذي التقاه يوم عطلة على الشجرة المقابلة لنافذة مكتبه. كيف وصل إليه؟؟ ولماذا بعد مكالمة السيدة المجنونة تحديدا؟؟ كيف علم بأمر الجريدة الصباحية؟؟ وكيف أنجز مهمته؟؟ هو حتما ملاك أرسله الله إليه في الوقت المناسب لينقذه، وتحقق الغسالة الجديدة مبيعات خيالية في فترة قياسية .. ذات صباح، وبينما كان الرجل يطالع جريدته الصباحية في فناء مصنعه، اختفى .. بالطبع لم يصدق أحدا رواية رجل سكير اعتاد الجلوس بملابسه الداخلية في حديقة منزله الخلفية، يضحك في هيستيرية، ويتخيل رجالا طائرة تحمل جرائد.
حلو جدا وجديد في الأسلوب والسرد.
ردحذف"فتح الرجل باب الغسالة فإذا بزوجته أمامه" .. سلام قولا من رب رحيم .. ههههه
أحلى حاجة أنه جاب لها اللي كان نفسها فيه من غير مايعرف .. دي من الحاجات الدافية في البوست بجد :-)
النهاية جامدة حقيقي وخصوصا الراجل السكران اللي عمال يضحك وما حدش مصدقه
:-)
مسا السعادة والسكر الزيادة
ردحذفقرأت البوست اربع مرات وفى كل مرة ابتسم
الفكرة جديده لا أنكر انى توهت فى الاول بس ركزت اكتشفت انها حلوة اوى اوى
استمر فى كتابة هذه النوعية من الحكايات
بالتوفيق على الدوام....
هههههههههه
ردحذفحسيت ان راسى بتخبط من جوة وبتلف
تحياتى الى شخصك الكريم
βent Pasha
ردحذف:))
يا خمستلاف أهلا وسهلا (متوصي أهه) نورتي مدونتك والله
:))
- فتح الرجل باب الغسالة فإذا بزوجته أمامه بتقول له: اقلع الأفرول علشان أغسله D:
- "أحلى حاجة أنه جاب لها اللي كان نفسها فيه من غير ما يعرف" .. علل؟؟ .. إشمعنى يعني السطر ده اللي وقفتي عنده؟؟ .. هه؟؟ .. الناس يظنوا إيه دلوقت؟؟ .. ماشي
- "الراجل السكران اللي عمال يضحك وما حدش مصدقه" ده البوست :)
تسلميلي يا رب على المفاجأة الحلوة دي
:))
زهــــراء
ردحذف:))
يا مساء الفل يا أستاذتنا .. هي فعلا أول جزئية ممكن تلخفن شوية، رغم أني حاولت أظبطها على قد ما قدرت بعد ما نشرت البوست، شكرا جزيلا لرأيك وتشجيعك، إن شاء الله المرة الجاية تكون أفضل
:)
نورتينا
محمود حسن العدل
ردحذف:))
مساء الفل يا أستاذنا الفاضل يا رب تكون بخير إن شاء الله .. باعتذر لحضرتك لو كان البوست لخفنك وشتتك،، إن شاء الله نظبطه المرة الجايه
:)
شكرا لتشريفك
أنا فقط منبهرة
ردحذفوجدير بالذكر ان أجمل ما في كتاباتك هي الحرية وإطلاق العنان للخيال مع المحافظة على التشويق و الترابط .. وان كنت استشعر دوماً الرمزية بين سطورك إلا أنني لا أحب أن أترجمها كما افهمها لكي لا اكون مخطئة فأتعدى بذلك على مضمون فكرتك
تحياتي
جيلان حمزة
ردحذف:))
يا فندم ربنا يعزك ويبارك لحضرتك ويحفظك، احنا بنتعلم من حضراتكم والله
:))
ادينا بنتعلم ونجرب، وواثقين في كرم ربنا أننا هنتقدم طول ما فيه أساتذة كبار زي حضراتكم بيقروا اللي بنكتبه وبيوجهونا وبيشجعونا
:))
شرفتينا جدا والله .. يومك فل بإذن الرحمن