قطار المناشي السريــع
- وأنا صغير .. لما كنت باركب أي مواصله مع بابا .. كنت أبص م الشباك واسأله : هو الشارع ده بيودي على فين ؟؟ .. كان يقول لي : الشارع ده بيوصل للمنطقة الفلانية .. اسأله تاني : والمنطقة دي فيها إيه ؟؟ .. يقول لي : دي فيها كذا ، أو ساكن فيها عمو فلان .. ولما كنت أقول له : طب ما تيجي نروح هناك ؟؟ .. كان يضحك ويقول لي : بعدين ! .. صحيح أنه خدني حتت ومناطق كتيرة جداً وأنا صغير وهو اللي علمني وحفزني وشجعني أني أروح مناطق كتيرة لوحدي ما أعرفهاش من غير سبب ، عشان أشوفها وأعرفها .. إلا أني من ساعتها ما بطلتش لف ولا سفر ! .. لأن كل حتة أو منطقة أو بلد جديدة كنت باروحها ، كانت بتحفزني أروح للي بعدها واللي بعدها .. كانت بتفتح لي دنيا جديدة ، مليانة بشر وأماكن وصور وروايح وحكايات وذكريات .. كل مكان جديد كنت بازوره .. كنت باسأل نفسي سؤال واحد : يا ترى المكان ده حكايته هاتبقى إيه معايا ؟؟ .. وعمري ما استنيت إجابة .. لسبب بسيط .. لأن ما حدش عارف بكره فيه إيه ؟؟ ولا هانروح فين ؟؟ .. عشان كده .. لما كنت بارجع بيتنا في كل مرة .. وقبل ما أنام .. أقعد أفتكر كل تفاصيل الرحلة بحذافيرها .. وأقول في سري : يا سبحان الله .. شوف كنت فين ، ورحت فين ، ويا عالم بكره هاتروح فين ؟؟
- يوم السبت 5/5/2012 .. وصلت محطة مصر الساعة 9:30 الصبح .. كان بقالي كتير أوي ما دخلتهاش .. باسم الله ما شاء الله جددوها وعملوا فيها شغل أهه .. لأ بجد صرفوا عليها ووضبوها لحد ما شوهوها تماماً ! .. مسحوا بصمتها وريحة التاريخ اللي كانت فيها ! .. خللوها مسخ ع الموضة ! .. وإيه الخازوق المدبب اللي نازل من السقف ده ؟؟ .. ده بيعبر عن إيه لا موأخذة ؟؟ .. وإيه علاقته بالقطارات ؟؟ .. ما علينا .. سألت محصل تذاكر على قطر المناشي (لأني كنت شاكك في الرصيف بصراحة) .. قال لي بقرف من غير ما يبص لي : على رصيف 11 وشوح لي بإيده .. ولنا هنا وقفه .. ليه ؟؟ .. لأن طريقة رده – وقتها- بصراحة استفزتني جداً .. حسيت كأني باسأله مثلاً على خرابة أقضي فيها حاجتي ! .. لكن دهشتي راحت لما وصلت للرصيف !
- المسافة بين محطة مصر وبين رصيف 11 الموجود (اسماً) داخل نفس المحطة تبعد حوالي خمسين متراً .. تشعر معها وكأنها خمسين سنة ضوئية ! .. فرق شاسع مثل ما بين السما والأرض ! .. وكأن ركاب هذا القطار من كوكب آخر ! .. بصراحة اتضايقت جداً ! .. حسيت للحظة قد إيه الناس دول (وكلمة دول هنا للإشارة فقط والله ، ولا أقصد بها أبداً التقليل منهم) مهمشين ومظلومين من غير أي ذنب ، غير لأنهم مش من سكان القاهرة .. حسيت كأنهم منبوذين .. وكأننا نحن سكان القاهرة لا نريد أي صلة أو وسيلة تربطنا بهم ! .. وكأننا حالفين أننا نطلع عينيهم ونقرفهم ونتعبهم في كل مرة يحاولوا ييجوا فيها القاهرة ونخلليهم يحرموا يزوروها تاني ! .. العاهرة ! .. عفواً القاهرة اللي بتتذوق بالمليارات كل سنة وسايبه جلابيتها مرقعة ! .. أما الإحساس الأصعب واللي ضايقني أكتر من نفسي .. هو إحساسي بأني واحد من ضمن اللي ظلموا الناس دي ! .. مش بس لأني قاهري .. لأ ! .. لأني ما أعرفش – زي كتير من حضراتكم – مجرد حتى أسامي البلاد اللي بيعدي عليها القطر ! .. وده كان السبب الرئيسي اللي خللاني أركب قطر المناشي .. عشان أعتذر – ولو ضمنياً - لكل بلد عديت عليها بالقطر .. وأقول لهم في البوست ده : أنا آســف جــــداً بـجــد .
- بعد ما وصلت للرصيف رقم 11 .. سألت عن ميعاد القطر ، قالوا لي هايطلع الساعة 10:00 .. سألت عن شباك التذاكر قالوا لي أنه موجود على باب المحطة التاني اللي ناحية موقف أحمد حلمي .. رجعت الخمسين متر لحد ما رحت للباب التاني .. لقيت جنب شبابيك الحجز وفي مكان لوحده كده ، كشك صاج مكتوب عليه بخط اليد بلون أزرق قطر المناشي ! .. قاعد جواه موظف نايم على دفتر زي دفاتر التموين .. ولما صحيته عشان أقطع تذكرة ، بص لي بإستغراب وقال لي وهو بيدعك عينيه : مش أنت جيت لي قبل كده ؟؟ .. قلت له : لأ اللي جالك في الحلم ده كان أخويا التوأم :) .. ضحكنا ، وقلت له : تذكرة إيتاي البارود (كنت أعلم مسبقاً بأنها آخر محطة في خط المناشي) .. قال لي : تلاتة جنية وربع .. قلت له : هو القطر ما فيهوش درجات ؟؟ (معلش يا اخوانا قاهري) .. قال لي : لأ كله درجة تالتة ((مطورة)) .. بصراحة عجبتني أوي ماكينة قطع التذاكر :) .. تحفة تحفة بجد .. تحس أنها أنتيكة .. حاجة كده شبه صندوق الدنيا ، أو زي الماكينة السحرية اللي كانت في فيلم Big بتاع توم هانكس اللي حولته من طفل لراجل كبير ! .. الماكينة بدراع طويل زي دراع التحويلة .. الراجل راح دايس على زرار أسود وشد الدراع ، يا سبحان الله ، طلعت تذكرة ! .. قلت له : ممكن أقطع تذكرة كمان وأطلب أمنية ؟؟ :)
- على الرصيف رقم 11 الممتد لما بين أسفل كوبري الليمون ونفق القللي في رمسيس .. أكشاك كتيرة خشب لموظفين كانوا لسه بيفطروا أو يا دوب لسه مخلصين فطار .. تلاقي مجموعة منهم ملمومين في كشك وقدامهم صينية عليها أطباق فول وأقراص طعمية .. ومجموعة تانية في كشك تاني بيعملوا شاي .. أما المجموعة التالتة اللي خلصت فطار وشربت الشاي ، نامت ! .. القطر قديم ، لونه أصفر ، مكون من خمس عربيات .. ركبت في العربية التانية .. الكراسي بلاستيكية لونها أخضر باهت ومريحة إلى حد ما .. الشبابيك زجاجية مستطيلة بإطار حديدي صديء يجعلها لا تفتح أو تغلق عادة ! .. كان فيه عمال نضافة بيكنسوا القطر .. والقطر ما كانش زحمة ، في الغالب لأنه كان يوم سبت (أجازة) .. ومش ميعاد موظفين أو طلبة .. القطر المفروض أن ميعاده الساعة 10:00 .. اتحرك الساعة 10:30 .. أحب أنا المواعيد المظبوطة :) .. سألت الكمسري وهو بيشوف التذكرة : هو بيوصل إيتاي البارود إمتى ؟؟ .. قال لي : قول يا مسهل ! .. قلت له : يعني تقريباً كده إن شاء الله بياخد وقت قد إيه ؟؟ .. قال لي : يعني بتاع تلات أربع ساعات ! .. قلت له : شكراً .. ضحك وقال لي وهو ماشي : ده لو وصل ! .. قلت له : الله يطمنك يا شيخ !
- إنك تمشي على كورنيش النيل وتشوف فندق كونراد حاجة ! .. وإنك تركب قطر المناشي وتشوف نفس الفندق من ورا (من السبتيه بين البيوت القديمة الفقيرة) حاجة تانية خالص ! .. أول ما القطر اتحرك وبدأ يتهز حسيت أني راكب قطر في الهند ! .. لدرجة أني في الأول كنت حاسس أن الكراسي هي اللي بتمشي جوه القطر :) .. وعرفت معنى كلمة درجة تالتة ((مطورة)) .. بصراحة يا جدعان بتوع السكة الحديد مش حارمين الركاب من حاجة خالص .. كل شيء تتمناه ممكن ييجي لك لحد عندك وأنت قاعد في كرسيك معزز مكرم .. يعني مثلاً .. عاوز تاكل وتحلي وتشرب وتتسلى في الطريق .. هايعدي عليك بياعين : جوافة وتفاح أخضر وليمون ولب سوري ولب سوبر ولب أسمر وسوداني بقشره وترمس وسندوتشات طعمية وسميط وبيض وجبنة وقـُرص بعجوة وفطير وشاي وحاجة ساقعة وبسكويت وشيكولاتة وعسلية ونعناع وسجاير وولاعات وفيه كمان بتاع لبن بيطلع بالعجلة بتاعته عليها قسطين لبن في محطة بشتيل ، بس المشكلة أن اللبن ممكن يقطع على ما توصل ! .. مش عارف أنا إزاي ما يعملوش تلاجات في القطر ؟؟
لو أنت من هواة القراية وعاوز تتثقف .. هايعدي عليك بياعين : جرايد ومجلات قديمة (غالباً حريتي ونصف الدنيا أو أي مجلة عليها صورة واحدة قالعة) وكتيبات أذكار وقصص الأنبياء وأدعية .
عاوز تلبس أنت وولادك .. هايعدي عليك بياعين : صديريات فيه بسوستة وفيه بزراير ، الصديري بخمسة وعشرين جنية ، ممكن تفاصله وتاخد منه الواحد بسبعتاشر ونـُص .. مناديل قماش ، المنديل الكبير باتنين جنية ونص والصغير بجنية ونص .. مناديل بقوية .. بناطيل ترنجات وشورتات (ممكن تقيس البنطلون ورا الباب) .. شرابات (التلاتة بعشرة) .. ساعات ونضارات شمس ونضارات نظر مستعملة (وجربها بنفسك) .. عبايات أطفال ألوانها مزركشة فوشيا وموف وبمبى العباية الواحدة بسبعة ونص .. أحزمة جلد ومحافظ .. سلاسل ذهب صيني الواحدة بجنية (ما تستغربش أحسن تتغز) .
أما بقى لو عاوز تاخد هدية للناس اللي أنت رايح لهم .. هايعدي عليك بياعين : براويز جبس وتماثيل .. شمعدانات ملونة (التلاتة بعشرة) .. أقلام جاف (الاتنين بجنية) .. لعب أطفال وشخاليل .. ميت جلدة أنبوبة بجنية !
وبعدين إوعي تقلق خالص من شكلك أو منظرك لو كنت مبهدل .. لأن بالإضافة لبياعين الهدوم فيه بياعين مكن حلاقة وشفرات وبرفانات ومناديل ورق وبتوع ورنيش .. يعني عقبال ما تاكل وتحلي ، وتحلق دقنك ، وتتبرفن وتغير هدومك وتلمع جزمتك تكون وصلت :) .. ولو يا سيدي ما عاكش رصيد تكلم الناس اللي أنت مسافر لهم ، هايعدي عليك بتاع كروت شحن ، عشان تشحن وتتصل بيهم تطمنهم عليك !
طب قوللي بالله عليك تلاقي فين تطور أكتر من كده ؟؟ .. مش المفروض بقى تحمد ربنا وتشكره على النعمة دي ؟؟ .. مش واجب عليك تطلع حاجة لله ؟؟ .. صح ولا لأ ؟؟ .. هاتقول لي إزاي وأنا في القطر ؟؟ .. أقول لك : ودي حاجة برضة تفوت على بتوع السكة الحديد يا وله ؟؟ .. من الناحية دي أحب أبشرك عزيزي الراكب أن هايعدي عليك وأنت قاعد في مكانك أرذل وأغتت أنواع الشحاتين والمتسولين على الإطلاق ! .. ومش هايسيبوك في حالك إلا أما تطلع كل اللي في جيبك أو تنط من القطر وهو ماشي ! .. وحتى برضة لو نطيت وربنا كتب لك عمر جديد هاتلاقي واحد فيهم مستنيك بالحضن !
- ما كملتش لـ إيتاي البارود .. نزلت الخطاطبة .. خدت توك توك وبعدين ميكروباص رايح المناشي بـ اتنين جنية ونـُص .. الميكروباص ده مشي بيا مسافة ما يعلم بيها إلا ربنا ! .. لدرجة أني كنت هابوس رجل السواق علشان ينزلني ! .. مش عارف أنا هما هناك بيزرعوا بنزين ولا إيه ؟؟ .. نزلت المناشي وخدت ميكروباص لحد الوراق بجنية .. وبرضة مشي بيا بتاع ساعة ! .. وأول ما شفت الطريق الدائري قلت للسواق : على جنب يا أسطى !
أنها دُنى تجتازها في دقائق !
- في الرحلة القصيرة دي قابلت واتعرفت على ناس وأماكن جديدة كنت أول مرة أشوفها أو أعرفها .. وسابت جوايا إنطباعات كتيرة وأوحت لي بقصص كتيرة ورجعت بشوية ذكريات حلوة لفتهم جوه أربع مناديل قماش :) .. على سبيل المثال : شفت وردان .. اللي منير غنى لها "وعدي ع الجيزة خفاجه .. وردان ضلوعي الخفاجة" .. شفت الراجل العجوز ، اللي كان بيرمي عيش للسمك الصغير في منشأة القناطر من غير ما يصطاده .. السمك الصغير اللي قدر يهرب من صيادين القاهرة ! .. كوبري القناطر اللي محفور على العمدان الحديد بتاعته هلال حاضن تلات نجوم .. وغيرها .. مهما قلت ، مش هاعرف أعبر عن سعادتي باليوم الجميل ده ، ولا هاعرف أختزل كل البلاد اللي شفتها والملاحظات اللي سجلتها في سطور ! ..كل اللي أقدر أقوله للناس الحلوة الطيبة السِمحة الجميلة أوي أوي دي ، أني أدعي لهم بكل الخير والسعادة وصلاح الأحوال .. وتعالى نلضم أسامينا :)
خط سير قطار المناشي من محطة مصر وحتى الخطاطبة: محطة مصر 10:30 .. إمبابة 10:40 .. بشتيل 10:47 .. بشتيل البلد 10:50 .. الكوم الأحمر 10:55 (محطة قديمة ومن غير رصيف ، مش عارف أنا الستات والأطفال بينزلوا إزاي ؟؟) .. أوسيم 11:00 .. بـُرطـُس 11:05 (القطر وقف فيها عشر دقايق عشان القطر المقابل يعدي واليافطة الخاصة بالمحطة ممسوحة تماماً) .. الجلاتمة 11:20 .. المناشي 11:25 .. ذات الكوم 11:30 .. نكلا 11:35 .. برقاش 11:40 .. القطـّا 11:45 .. القطـّا البلد 11:50 (لم يتوقف فيها) .. الجزيرة الوسطاينة 11:53 .. أبوغالب 12:00 .. وردان 12:07 (بيبنوا فيها محطة كهرباء) .. بني سلامة 12:12 .. الخطاطبة 12:20 .
** صورة محطة مصر وصورة قطار المناشي من النت ، أما الخرائط عملتها على الجوجل إيرث والصورة الأخيرة للتذكرة السحرية :)
:))
ردحذفمؤقتـاً
ده كل ده حصلك من رحله واحده
ردحذفياااااه
طب الطلبه ال بتركب كل يوم يعملو ايه
علي فكره التذكره دي هي ال ماشيه في بلاد مصر كلها مش عارفه ازاي مش عندك
( حقد بقي ) ولازم الكمسري يقطعهالك في السكه
وياسلام اما يكون راكب معاك بتوع سمك .. الله الله علي روايح البحر وعطوره بزفارته بسمكه
ياسلام علي الجرايد القديمه من سنيييييييين كنت بركبه كان بيبيع النبا تقريبا وجريده تانيه مش فاكراها تقرا تاريخها تلاقيها من قرن فات بس كنا بنضيع وقت وخلاص
اما بتوع جلد الانابيب وجلده للبطاقه ومحفظه كله بجني .. كله بجني
ده انا كنت بستناه من المره للمره
بحب اتفرج والاخر ما اشتريش
وال يلف يرميلك حاجات علي رجلك اشي اقلام واشي كرمله نعناع واشي ورقه نتيجه منتهيه الصلاحيه ... يوووووه ما اقولكش
القطر ده له العجب والله
حمدلله علي السلامه وفي الاخر تختمها بتوك توك
طبكلمت حد من اهلك يسالو عليك لو استغيبت
اقولك لو عملتها تاني ونزلت اتفسحت الفسحه دي ابقي بلغ عن اختفائك مقدما
تحياتي
من وصف حضرتك بجد واضح انه كان يوم جامد جدًا
ردحذف**بنت باشا**
أنا آسفة نسيت أرد على سؤالك اللي كان عندي في البوست اللي فات
سألتها وقالتلي آه لهم
دي والله قطرة اتلغت من العالم خلاص ....ورحلتك دي فكرتني لما كنت باروح مطروح بالقطر من العامرية والقطر اتعطل ١٢ ساعة....الغريب ان العيال ولاد البدو من اول برج العرب كانو بيرحبو بالقطر بالطوب ومرة واحد دماغه اتفتحت.....اللي ركب قطر في اوروبا يعرف ان اللي في مصر ده حاجة من ايام الهكسوس...كنت ركبت بيجو ياراجل اسرع..
ردحذفيعجبني فيك انك دقيق جدا في وصف أي شيء
ردحذفعارف الحلو فيها إيه؟
ردحذفأن فيها إحساس.
ياما ناس بتكتب و مفيش عندها إي إحساس خالص، و في ناس بتبص و تحس لكن مبتكتبش بالمرة، أو معندهاش القدرة على نقل الإحساس اللي حسوه و هما بيتفرجوا بالمرة..و الحلو أكتر المقدمة اللي ابتديتها بالكتابة على ركوبك الأوتوبيس مع والدك.
حاولت مرة أكتب على القاهرة اللي شفتها
http://sanko7shanan.blogspot.com/2010/03/blog-post_6162.html?spref=tw
بس المحاولة كانت ضعيفة قوي...ربنا يخليك لنا يا أستاذ شريف و نفسي أعرف بتشتغل إيه عشان الشحططة دي كلها.
معنديش غير الإبتسامة دي :)))
ردحذفβent Pasha
ردحذف:))
ودي لوحدها كفاية :))
ربنا يبارك لي فيكي ولا يحرمني منك أبداً يا رب ويحفظك من كل سوء آمين
وصف الاحساس
ردحذف:))
"القطر ده له العجب والله "
بليغة جداً الجملة دي يا أستاذة أحييكي عليها بجد :)
القطر ده دنيا .. سيما .. مهرجان متحرك .. كفاية بس أن الواحد يتأمل وشوش الخلق وتعبيراتها .. حكايات لوحدها .. ولا حركة البياعين ودوشتهم .. ولا منظر الناس اللي على المحطات وأحاسيسهم وانفعالاتهم .. ما بين سلامات ووداع وإنتظار .. ولا الأماكن والبلاد والمناظر الطبيعية .. ولا المحطات نفسها عالم تاني .. يوووووه كتييييير أوي :)
- مجرد مشهد من اليوم ده :
كان قاعد قدامي عسكري جيش نازل أجازة .. بيتصل بخطيبته على الموبايل .. وبيكلمها وهو مكسوف أوووي .. وكل شوية يبص لي في الخباثة يشوفني مراقبة ولا لأ ؟ .. وأنا ماسك الورقة والقلم وعمال أكتب .. ياه على منظر وشه لما اتخانقوا وقعد يهلفط ويتنرفز وينفخ .. ومنظر وشه بعدها بثواني لما اكتشف أن رصيده قرب يخلص وهما متخانقين .. وبعدين صعب عليه يزعلها راح مصالحها .. وبعد ما قفل معاها كان طاااير وفضل يداري وشه مني عشان ما أشوفوش وهو بيضحك .. ولقيته فجأة فتح معايا كلام وقعد يرغي .. أي كلام عشان يداري الضحك اللي نزل عليه فجأة .. وفجأة برضة .. سابني وجري لما جت المحطة بتاعته .. وبعد ما نط ع القضيب ومشي شوية .. رجع تاني ينده عليا ويقول لي : على فكرة يا باشمهندس أنا اسمي أيمن :)
نورتينا
E73
ردحذف:))
كان جامد جداً .. جامد طحـن :)
وبمناسبة الطحن لأني كنت هاتطحن ، إليكم مشهــد ثاني :
- كان فيه جنب رصيف المناشي في محطة مصر حنفية مية .. قلت أنزل أشرب قبل ما القطر يتحرك .. كان فيه واحد واقف بيغسل وشه وبنت صغيرة بتاع خمس سنين مش باينة من الأرض ماسكة إزازة بيبسي فاضية اللي هي اللتر عاوزه تملاها .. ولقيت البنت الزئردة بتخبط الراجل بالإزازة وبتردح له وتقول له بصوت مسرسع : ما تخلص يا خوووووووويا ، خلصتلنا المية ! ابقى استحمى في بيتكم ! .. طبعاً أنا والراجل بقينا نضرب كف على كف ! .. والراجل يا عيني مشي وهو بيضحك ومستغرب ع البت اللمضة دي ! .. وبعدين لقيتها بتزغرلي بعينيها وبتقول لي : ارفعني عشان أملا الإزازة ! ههههههههههههههههههههههه .. قلت لها : عنك أنت حضرتك .. قالت لي : اغسلها كويس قبل ما تملاها .. قلت لها : خدامك يا ست هانم .. وبعد ما غسلتها وشافتها بنفسها عشان تتأكد أني غسلتها كويس .. ادتني الأوردر أني أملاها .. بعد ما خدت الإزازة ومشيت من غير حتى شكراً .. اكتشفت إن فيه حنفية مية ساقعة مستخبية ورا الحنفية اللي على الحوض .. بصراحة كنت عاوز أنده للبت عشان أملا لها مية ساقعة .. بس خفت :)
نورتينا
Tarkieb
ردحذف:))
تعرف يا عزيزي ؟ .. من ساعة ما جيت ولحد دلوقت عمال اسأل نفسي سؤال : يا ترى لو القُطرة دي اتطورت فعلاً ، الناس هاتنبسط ولا هاتزعل ؟؟ .. وعشان أقرب لك المعنى اللي أقصده من ورا سؤالي إليكم مشهد ثالث :
- في محطة بشتيل .. طلع راجل لبان بالعجلة بتاعته وقسطين اللبن .. طبعاً لأن العجلة كبيرة سدت الطرقة والباب التاني ! .. يعني ما حدش هايعرف يطلع ولا ينزل من أي باب ولا حتى حد هايعرف يعدي في الطرقة بسبب العجلة ! .. ولأن من الواضح أن الراجل ده يوماتي بيركب نفس القطر بنفس العجلة فبصراحة أعفاني من جهد عسير في التفكير في حل مشكلة وضعية العجلة .. إزاي ؟؟
بعد ما القطر اتحرك .. راح ماسك العجلة من الجادون ورافعها على سيفها (وقفها على العجلة الخلفية) .. وراح شبك الجادون في ضهر الكرسي اللي جنب الباب D:
ما فيش محطتين والراجل نزل .. قبل حتى ما الكمسري ييجي ويقطع له تذكرة :)
شفت البساطة والحلاوة ؟؟ .. شفت الحياة سهلة إزاي ؟؟
اللي أقصده أن وأنت راكب القطر ده تحس أن كل حاجة فيه متناغمة مع بعضها .. فيه بينها هارموني .. الناس والبياعين والكمسارية والمحطات .. تخيل أن التذكرة من أول الخط لآخرة بتلاتة جنية وربع ! .. ما اعتقدش أنهم لو طوروه هاتبقى بنفس السعر ! .. كمان ما أعتقدش أن مفهوم وثقافة وعادات وسلوكيات ركاب القطر هاتتغير في يوم وليلة لمجرد أن القطر اتطور .. حتى لو بقى مجاني !
الموضوع زي الجلابية والقميص والبنطلون .. دي ليها ناسها ودول ليهم ناسها .. من غير أي تمييز والله أو نظرة عنصرية .
بالنسبة للطوب :)
فأنا وأصحابي اتعرضنا لموقف مشابه بس في الإسماعيلية .. بسبب أن كان فيه ماتش كورة .. واحنا أصلاً لا لينا في الكورة ولا في البطيخ ! .. بس الحمد لله ربنا ستر لأننا كنا نايمين فوق الأرفف :) .. وعلى ما وصلنا الزقازيق كانت الشرطة والأمن المركزي طلعوا بالكلاب البوليسية وفضوا الإشتباك :)
نورتنا
لورنس العرب
ردحذف:))
أؤمن بأن الصنعة تكمن في التفاصيل وكذلك المتعة أيضاً :)
اللي شجعني على السرد والرد على التعليقات إحساسي باليوم وتفاصيله الجميلة اللي بنفتقد كتير منها للأسف في القاهرة !
وإليكم مشهـد رابـع :)
- اتعرفت في القطر على شاب شغال في مصنع حديد عز اللي في مدينة السادات .. من بلد اسمها كفر داوود .. حكالي عن جوازه اللي اتأجل لشهر ستة بسبب أن خطيبته لسه ما سننوهاش لأنها ما تمتش تمنتاشر سنة ! .. والإضراب اللي عاملينه في المصنع عشان يصرفوا لهم بدل مخاطر زي زمايلهم اللي في مصنع الدخيلة .. وعن الخبير الأجنبي اللي بياخد ربعميت ألف جنية في الشهر وقاعد في فيللا ما أعرفش فين ! .. في حين أن صاحبنا ده بيقبض خمسميت جنية في الشهر وبيسافر مرتين في الأسبوع ! .. ورغم أنه لسه ما جابش الشبكة عشان ما قبض الجمعية أم تلتميت جنية (اللي كان مجمدهم في المحفظة) إلا أنه بمنتهى الكرم وجدعنة ولاد البلد صمم يعزمني على شاي في القطر .. والحمد لله أن بتاع الشاي ما كانش معاه فكة ودفعت أنا :)
لك أن تتخيل كيفما شئت طعم كوباية الشاي دي كان عامل إزاي ؟ :))
ورغم كل اللي فات الشاب ده كان بيضحك وبيقول الحمد لله :)
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
:)
نورتنا
سنكوح شنن لملوم سامي
ردحذف:))
شكراً على ذوقك يا أستاذتنا ربنا يكرمك يا رب ويجازيكي كل خير
باعتقد أن الموضوع (حالة الشحن) .. ممكن يبقى الطريق لبيتك اللي بتعدي عليه كل يوم وما بقاش فيه أي حاجة جديدة تتشاف ، تكتشفي فيه فجأة تفصيلة موجودة بالفعل .. حاجة بتعدي كل يوم بعينيك عليها وتحسي كأنك لأول مرة بتشوفيها .. لأنك وقتها بتكوني في حالة شحن نفسي/عصبي/ذهني/بصري (سواء إيجابي أو سلبي) بتخلليكي تشوفي كل حاجة بشكل مختلف .. قد تحفزك وتدفعك للتعبير عنها بحسب مقدارها وتأثيرها :)
(فرويد بيتكلم يا جدعان D:)
وإليكم مشهــد خامـس :)
- طول الطريق وأنا فيه صوت بيرن في ودني بيروح وبييجي مش عارف أحدد مصدره ! .. للحظات كنت باركز معاه عشان أقفشه وأعرف هو جاي منين .. إلا أنه كان بيتوه وسط الدوشة والزحمة والصور والكلام .. كان بيختفي مع جمال الطبيعة والخضرة ووشوش الناس الطيبين .. كان عقلي بيقول لي أنه صوت إنذار جوايا بيقول لي : تأمل واستمتع فللرحلة نهاية وأنت غريب لا بد لك من إياب ! .. ولما وصلت البيت كنت نسيت الصوت تماماً .. ما افتكرتوش إلا أما رن تاني .. واكتشفت أنه صوت الموبايل اللي كان فصل شحن ! .. ساعتها بس اتأكدت أن الرحلة انتهت :)
- إن شاء الله أتشرف وأقرا البوست بتاع حضرتك .. بالنسبة لسؤالك وبرغم إننا ولأسباب خاصة بنا - عذراً - لا نرحب بالأسئلة ((الشخصية)) إطلاقاً .. فأننا نحيط سيادتكم علماً بأن المذكور محامياً :)
نورتينا
Israa' A. Youssuf
ردحذف:))
ربنا يكرمك يا دكتورة ويسعدك ويوفقك ويجازيكي كل خير إن شاء الله ، بنتعلم منكم والله :)
وبمناسبة العلم .. فأحب أختم الرد على التعليقات بالمشهــد السـادس :)
- لما وصلت للقاهرة .. شفت واحد واقف بعربية يد بيبيع حرنكش وبشملة وتفاح أخضر صغير - فاكرين البوست بتاع تسقط تسقط تسقط ؟ - قلت أشتري منه تفاح أخضر لأن كان بقالي زمن بصراحة ما شفتوش أصلاً بيتباع .. وبعدين وأنا باشتري التفاح شفت عنده على العربية حاجة صغيرة مكعورة قد الليمون شبه الخوخ لونها أحمر .. أنا طبعاً قلت عليه خوخ وما رضتش أشتريه لأنه صغير .. وفي نفس الوقت باقول ده مش خوخ ! .. المهم الراجل زي ما يكون عرف إن عيني على البتاع الغريب ده .. فمد لي إيده بواحدة صغيرة عشان أكلها .. فبصراحة اتحرجت وقلت شكراً يا حاج ما باحبش الخوخ .. قال لي ده مش خوخ ! ده خبوق .. مين ؟؟ .. ده خبوق ! خوخ متطعم ببرقوق .. قلت له : والله أنا أول مرة أشوفه ، أنا أسمع أن الخبوق ده لا موأخذة شتيمة حاجة كده زي الغشيم .. قال لي : طب دوق كده وإدعي لي .. قلت له : أوزن نـُص كيلو نجربه .. وفعلاً اشتريت الخبوق وروحت بيه البيت وأنا منشكح بقى أني عرفت حاجة جديدة .. وبعدين المدام شافته واستغربت زيي تمام وسألتني عن اسمه .. قلت لها : بصي ، هو لو الراجل البياع صادق يبقى البتاع ده اسمه خبوق ولو ذكي يبقى أنا اللي خبوق عشان ضحك عليا وخللاني اشتريت خوخ صغير ناشف بسعر غالي D:
عموماً الواحد ما بيتعلمش ببلاش :)
نورتينا