المشاركات

لأنه لم يعد هناك ما يقال

صورة
  استحضار مدينة - محمد المنسي قنديل   استحضار مدينة فيه القليل من الأسى .. وكثير من شجن الذكريات القديمة .. فالمدن لا تغيب. نحن الذين نرحل ونصاب بنزيف في الذاكرة ونبحث عبثا عن لحظة صلدة من الزمن لا تتسرب من بين أصابعنا ولا تذروها الريح .. والاستحضار هنا هو تجميع لكل خلايا الذاكرة التالفة وبعث الحياة فيها من جديد .. بصمة المدينة واحدة لا تتكرر .. وتفاصيل حياتها نهر جار لا تعود مياهه .. وعندما أسأل نفسى ـ بعد أن شاهدت العديد من المدن - ماذا تشبه مدینتي .. ماذا تشبه تلك المدينة الصغيرة المزدحمة الراقدة في قاع الدلتا الرطب الأخضر والتي تسمى المحلة الكبرى .. أي المدن وجدتها قريبة منها .. وأي الملامح مشتركة بينها وبين الأخريات؟ .. لا أعرف .. ذات مرة .. كنت أتجول في طرقاتها أنا والقاص الكبير ادوار الخراط في زيارته الوحيدة للمحلة قال لي: أنها تشبه مدن الهند. ولكن لم أذهب إلى الهند. لذلك بقيت المحلة لا توجد في أي مكان آخر سوى في المحلة. إن المرء دائما في حاجة إلى مدينة تشبه تضاريسها تجاعيد جلده ويختلط فيها الطين بذكريات الطفولة والطرقات بدورات العصافير والصباحات الباردة في الشتاء والطرقا

النيل ينبع من جبل المقطم - قصة: فؤاد حجازي

صورة
  هم بالسؤال عن كيفية تناول الطعام. أدرك المسئول ما يجول بخاطره. ابتسم وقال: - الغشاء ينشع منه الطعام الذي يقدم هنا. كان يثق بأنهم يعملون لمصلحته، وفي الوقت نفسه لم يفهم سبب لصق غشاء على فمه. وقال في نفسه: ربما لحكمة لا أعلمها. وامتلأت نفسه بالتقدير، وهو يسترجع كلمات المسئول "أنت لا تدري كم كلفنا صنع هذا الغشاء من مال، وأي وقت أمضاه الباحثون في العمل، لتحصل على هذا النسيج الرقيق، بالمواصفات التي نريدها". وعندما رفع حاجبيه دهشا، نظر إليه، وقال: "نحن لا نبالي بأي تعب من أجل الإنسان". ليس من المعقول بعد ذلك أنهم يقصدون به شرا.. ؟! .. وبالتأكيد سوف يقدرون تعبه.. ؟! .. لقد دأب كمواطن غيور على التفكير في مشكلات بلاده. وعندما واجهته مشكلة "منبع النيل"، ظل مؤرقا ليالي طويلة لم يرضه أبدا أن ينبع النيل من خارج الوطن. قرأ الخرائط الجغرافية والجيولوجية لبلادنا. واطلع على كثير من الأبحاث في هذا الشأن. امتلأت نفسه بالفرح، عندما اهتدى في بحثه إلى أن جبل المقطم مكون من أحجار رسوبية بفعل بحرنا الأبيض، في الزمن القديم. ومما ضاعف فرحه أن الجبل في قلب عاصمة البلاد. فأي توفيق

حكاية عبده عبد الرحمن

صورة
  . . . .  وأنا رجعت أعيش مع محمد أفندي وعلي أفندي. قعدت معهما قليلا لكنهما عادا يقولان إن الأحسن لنا أن نسكن كل اثنين معا في حجرة، وفعلا نقلاني أسكن مع واحد لا أعرفه، ولكنه يعمل معنا في المصنع.   وكانت علاواتي ماشية، وأجري وصل إلى عشرة قروش في اليوم وتبقى معي ما يمكنني من شراء تذكرة سفر إلى دمنهور فقلت لنفسي في أجازة العيد أزور خالي، من زمن لم أره لا هو ولا أمي ولا أختي. *** قابلني خالي بترحاب، وبعد الغذاء قال لي: "خد أمك". أدهشني كلامه قلت: "لماذا؟" .. قال: "إنها مسئوليتك فتحملها من الآن" .. قلت له: "كنت أظن أن الست امرأة خالي لا تستغني عنها" .. قال في اختصار: "أمك سوف ترتاح عندك" .. قلت له: "مرتبي عشرة قروش في اليوم" .. قال: "وماله." فهمت من إصرار خالي أن زوجته هي التي لا تريد أمي عندها، وخالي يريد أن يرضيها كما يفعل دائماً، ولكني كنت مخطئاً في استنتاجي هذا، إذ أن أختي أخبرتني فيما بعد أن خالي متضايق لأن زوجته تعامل أمي باحتقار شديد. *** وفعلا أخذت أمي معي في الحجرة مع شريكي. وأمي فيها عيب كبير بالنسبة لرجل فقير م

يا إخوان - حسيب الكيالي

صورة

Why I Am Not a Painter

Frank O’Hara (1926-1966)  I am not a painter, I am a poet. Why? I think I would rather be a painter, but I am not. Well, for instance, Mike Goldberg is starting a painting. I drop in. “Sit down and have a drink” he says. I drink; we drink. I look up. “You have SARDINES in it.” “Yes, it needed something there.” “Oh.” I go and the days go by and I drop in again. The painting is going on, and I go, and the days go by. I drop in. The painting is finished. “Where’s SARDINES?” All that’s left is just letters, “It was too much,” Mike says. But me? One day I am thinking of a color: orange. I write a line about orange. Pretty soon it is a whole page of words, not lines. Then another page. There should be so much more, not of orange, of words, of how terrible orange is and life. Days go by. It is even in prose, I am a real poet. My poem is finished and I haven’t mentioned orange yet. It’s twelve poems, I call it ORANGES. And one day in a gallery I see Mike’s painting, called SARDINES.

ألا تهمك صحة قلبي؟

صورة
مررت بجوار بيته فرأيت بابه مفتوحا وكان حبيبي واقفا إلى جانب أمه وإخوته وأخواته جميعا معه. جماله يأسر قلب كل من مر من هذا الطريق، أنه لفتى رائع، حبيبي كريم الخصال نظر إلي عندما مررت وكنت وحدي يالفرحي ونشوة قلبي بالسعادة منذ نظر إلي. آه لو علمت أمه بما في قلبي لدخلت البيت حالا!   يا ربة الذهب ضعي رغبتي هذه في قلبها حتى أسرع لحبيبي وأقبله أمام أهله، لن أبكي من الناس بل سأفرح، لأنهم سيرون أنك تعرفني وسأحتفل بعيد آلهتي. كم يتمنى قلبي أن أخرج الليلة كي يراني حبيبي يا للحلم الجميل الزائل! *****   - من صلوات اخناتون (النشيد الكبير):   تضع كل إنسان في مكانه وتمده بحاجته فيجد كل قوته وعمره محسوب.   تختلف الألسنة في كلامها والناس في طباعهم وألوانهم متباينة لأنك أنت ميزت بين البلاد.   خلقت نيلا في العالم السفلي تأتي بفيضانه متى شئت لتحيي أهل مصر لأنك أنت خلقتهم لك. وأنت ربهم جميعا تشغل نفسك من أجلهم يا رب الكون كله وتشرق لهم يا آتون النهار يا رائع البهاء.   مهما بعدت كل البلاد الأجنبية أنت الذي يمنحها الحياة. وضعت نيلا في السماء كي ينزل منه فيضان على الجبال كالأخضر الواسع (المحيط) ليروي حقولهم وقر

فصل من كتاب: في مستشفى الأمراض العقلية - جون فنسنت

صورة
  العنوان الأصلي للكتاب: Inside the asylum - by John Vincent; with an introduction by Vera Brittain . – London: George Allen & Unwin, 1948 – 115 Printed Pages. كتاب: في مستشفى الأمراض العقلية تأليف: جون فنسنت تقديم: فيرا برتن ترجمة: محمد بدران إصدار: لجنة التأليف والترجمة والنشر – 1955 – 163 صفحة. [من ترشيحات الكاتب: علاء الديب (كتاب عصير الكتب – الجزء الثاني) – إصدار: الهيئة العامة للكتاب - 2018] ------------ - من مقدمة المترجم: - من مقدمة فيرا برتن: * الفصل الأول من الكتاب: -------------- * هو أنا أصلا كنت ناوي أبدأ في الرواية دي الأول، بس أجلتها لحد ما أخلص الكتاب اللي فوق. علشان لو أتأخرت عليكوا، تبقوا عارفين أنا فين D: سنة حلوة وسعيدة عليكم جميعا بإذن الله