ألا تهمك صحة قلبي؟



مررت بجوار بيته

فرأيت بابه مفتوحا

وكان حبيبي واقفا

إلى جانب أمه

وإخوته وأخواته

جميعا معه.

جماله يأسر قلب

كل من مر من هذا الطريق،

أنه لفتى رائع، حبيبي

كريم الخصال

نظر إلي عندما مررت

وكنت وحدي

يالفرحي ونشوة قلبي

بالسعادة

منذ نظر إلي.

آه لو علمت أمه بما في قلبي

لدخلت البيت حالا!

 

يا ربة الذهب

ضعي رغبتي هذه في قلبها

حتى أسرع لحبيبي

وأقبله أمام أهله،

لن أبكي من الناس

بل سأفرح،

لأنهم سيرون أنك تعرفني

وسأحتفل بعيد آلهتي.

كم يتمنى قلبي أن أخرج

الليلة

كي يراني حبيبي

يا للحلم الجميل

الزائل!

*****

 - من صلوات اخناتون (النشيد الكبير):

 

تضع كل إنسان في مكانه

وتمده بحاجته

فيجد كل قوته

وعمره محسوب.

 

تختلف الألسنة في كلامها

والناس في طباعهم

وألوانهم متباينة

لأنك أنت ميزت بين البلاد.

 

خلقت نيلا في العالم السفلي

تأتي بفيضانه متى شئت

لتحيي أهل مصر

لأنك أنت خلقتهم لك.

وأنت ربهم جميعا

تشغل نفسك من أجلهم

يا رب الكون كله

وتشرق لهم

يا آتون النهار

يا رائع البهاء.

 

مهما بعدت كل البلاد الأجنبية

أنت الذي يمنحها الحياة.

وضعت نيلا في السماء

كي ينزل منه فيضان على الجبال

كالأخضر الواسع (المحيط)

ليروي حقولهم وقراهم.

ما أعظم خططك يا رب الأبدية

نيل فياض في السماء

هو عطيتك للبلاد الأجنبية

ولكل حيوانات الجبال

كالنيل الذي ينبع من العالم السفلي

من أجل الأرض المحبوبة (مصر).

 

ترضع أشعتك كل مرج

وعندما تشرق أنت

تحيا هي وتنمو من أجلك.

خلقت الفصول لتمني كل ما خلقت

الشتاء لينعشهم

والحر ليحسون بك.

*****

 

يحلو لي

أن أذهب إلى الحديقة

لاستحم

أمام عينيك

وأتركك تملأ ناظريك

بجمالي

في ثوبي الكتاني الأبيض

وقد ابتل.

----------

أنزل إلى الماء معك

وأطفو ثانية لك

وعلي يدي سمكة حمراء جميلة

أحملها لك

تعال

انظر إلي.


*****

 

يا أجمل كل الناس

كم أود أن أشاركك

بيتك، زوجة لك

كي تضع على ذراعي

ذراعك.

ولكنك أدرت عني حبك.

أقول لقلبي بداخلي

غاب عني حبيبي هذه الليلة

وأصبحت كمن في القبر.

ألست أنت الصحة

والحياة؟

ألا تأتي إلي

ومعك الفرح

ألا تهمك

صحة قلبي؟


*****

 

أنا حبيبتك الأولى

حديقتك

زرعت فيها الزهور

والنباتات ذات العبير.

يصفو جدولها

الذي حفرته يداك

حين تهب ريح الشمال المنعشة.

فهو المكان الجميل

الذي أتنزه فيه

وعلى يدي

يدك

جسدي مستريح

وقلبي منتش

عندما نسير معا

عذب أن أصغى لصوتك

وأنا أحيا لأني أسمعه.

------------

وعندما تعود منتشيا

وتنام على سريرك

أمسح قدميك

فالصحة والحياة عندما ترجع.


*****

  • المقتطفات الواردة من كتاب: الجزيرة المسحورة "نصوص من الأدب المصري القديم" – منير مجلي – مطبوعات الجديد (العدد الثاني) – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1972
  • الصورة من موقع: https://landioustravel.com/


تعليقات