عقل عصافيري

من كام يوم ؛ بعد ما رجعت من بره ؛ قلعت جاكت البدلة وقلت أقف في الشباك أشرب سيجارة .. بابص قدامي ؛ لقيت عصفورين واقفين على منشر الشباك اللي قدامي ؛ والعصفور الذكر بيهزر مع العصفورة الأنثى وبيناغشها كتمهيد علشان يعملوا قلة أدب مع بعض D:

في الأول حك منقارة في منقارها زي ما يكون بيبوسها وبعدين اتنطط فوق ضهرها شوية وفضل يمسح ريشها بمنقاره زي ما يكون بيدلكها وبعدين نقرها بمنقاره كام نقرة خفيفة كده ونزل وقف جنبها وهاتك يا صو صو صو وزقزقات رقيعة ؛ وهي راحت موطية رقبتها كده ودورت راسها قال يعني مكسوفة !! .. كل ده وأنا واقف بابص عليهم من الشباك وبابتسم . 

فجأة العصفورة لمحتني !! .. فسكتت واتجمدت مكانها ؛ وشاورت لجوزها برقبتها ناحيتي ؛ اللي هو فيما معناه : يا فضيحتي ده فيه حد بيتفرج علينا !! .. هز رأسه هزتين كده بسرعة وهو بيبص لي زي ما يكون بيقول لها : طب استري نفسك أنتي واستنيني لحد ما أشوف إيه حكايته !! .. سابها واقفة على الحامل بتاع المنشر ؛ وراح ناطط على أول حبل ناحية الشباك وهو لسه بيبص لي جامد قوي .. ثانيتين وراح ناطط على الحبل التاني ؛ زي ما يكون بيقول لي : يعني مش همك ؟؟ طيب أنا هاوريك !! وفضل يتنقل بين الأحبال لحد ما وصل لأول حبل ناحيتي وهو لسه بيبص لي نفس البصة اللي تخوف ؛ ومركز معايا برخامة ؛ زي ما يكون بيتحداني بجد ؛ وهايضربني علشان انتهكت خصوصيتهم !! 

بصراحة أنا اتحرجت واتكسفت جداً من نفسي .. وما رضيتش أخللي منظره وحش قدام المدام ؛ فدخلت جوه (بس سبت الشباك مفتوح) .. قلت أكيد هما هربانين من العش ومن زغاليلهم وعيون الجيران المتطفلين وجايين هنا ع المنشر المهجور ده علشان ياخدوا راحتهم ؛ ومش بعيد يكونوا لسه عرسان جداد !! فمش معقول أطلع لهم أنا كده زي الخازوق وأغلس عليهم !! 

وبعدين بصراحة الفضول كان هايموتني وعاوز أعرف هما بيعملوا كده كده إزاي فدخلت الأوضة التانية علشان أبص عليهم من ورا فتحات الشيش المقفول في الخباثة :D 

أبص لك عليهم يا عم ؛ ألاقي صاحبنا لسه واقف مكانه زي الصنم وما أتحركش !! .. البنية عماله تصوصو له زي ما تكون بتهديه وبتجبر بخاطره وبتقول له : خلاص سيبك منه بقى وتعالى هنا ؛ هو عرف أنه مش قدك ودخل !! خلليك أنت الكبير وما تعملش عقلك بعقله !! وهو ولا الهوا !! .. حسيت أنه مش سامعها ولا شايفها !! مش شايف غير الشباك المفتوح اللي كنت واقف فيه ومستنيني أطلع له تاني علشان ياخد بتاره مني !! 

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !! .. أنت هاتشيلني ذنبك ليه ع الصبح ؟؟ .. خلاص يا عم الرُخ أنا اتكسفت من نفسي ودخلت .. أنا آسف والله ؛ حقك عليا يا كبير !! .. طب أعتذر لك إزاي بس ؟؟ .. فضلت واقف أراقبه بتاع عشر دقايق كده ؛ أنه يتحرك ؟؟ أبداً !! .. حتى بعد ما هي طارت وسابته لوحده ؛ فضل هو واقف مكانه برضه !! 

المدام دخلت عليا الأوضة وسألتني عن سبب وقوفي ورا الشيش (هي عارفة أني غريب الأطوار) فحكيت لها القصة ؛ سرحت شوية كده وقالت لي : هو أنت سبت شباك الأوضة التانية مفتوح ؟؟ .. قلت لها : أه ليه ؟؟ .. قالت لي : ما يمكن هو لسه واقف علشان كده ومستنيك تقفله ؟؟ .. رديت بعصبية : يا سلاااااااااام ؟؟ مش كفاية أني رميت السيجارة ودخلت جوه علشان خاطره ؟؟ كمان حضرته عاوزني أقفل الشباك ؟؟ ليه يعني إن شاء الله ؟؟ .. قالت لي : معلش خلليك أنت الكبير وما تعملش عقلك بعقله !! .. قلت لها : يتفلق !! والله العظيم أبداً !! قال أقفل الشباك قال !! .. قالت لي : خلاص سيبك منه بقى وتعالى أقعد !! .. قلت لها : لا لا لا ، أقعد إيه ؟؟ كده الموضوع بقى عِند وأنا ما أحبش اللي يعند معايا !! .. وهب رحت فاتح الشباك اللي كنت واقف وراه بعصبية ؛ فالعصفور اتفزع وطار !! .. قلت في سري علشان يبقى يتحداني . 

تاني يوم الصبح ، صحيت متأخر وكان ورايا مشوار مهم .. فتحت الشباك علشان أخد قميص أبيض من ع الحبل ، لقيت كل قمصاني عليها شخاخ عصافير.

تعليقات