مفتتح وكأني منذور للقلق ، معوذ ضد السكون !! .. مغادر أينما وصلت ؛ مبدد إذا ما وجدت .. يرنو إليّ السائل لقضاء مسألته ؛ وأنا ؟ لست موجوداً إلا حيثما يفتقدني ، فإن ملكني ملكته دون أن يراني ؛ ولا ينتبه إلى ما فقده ليجدني. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كنت نائماً عندما أيقظتني أصابع صاحبي بائع الجرائد .. كانت رائحة النيكوتين المنبعثة منها تنتشر في أرجاء جيب الجلباب كغيمة داكنة تجثو فوق أنفاسنا نحن العملات المعدنية .. خشيت على الصغار من فئتي الربع والنصف جنيه من أثر الرائحة فخبأتهم خلفي .. بعد أن التقطتنا أصابع صاحبي ، وضعتنا في راحة اليد الأخرى الخشنة الممدة ؛ شعرنا حينها بنسمات الفجر المنعشة فشرعنا نتنفس بعمق .. قام صاحبنا بفركنا واحداً تلو الأخر بين إصبعيه السبابة والإبهام ، حتى أستقر على أربعة جنيهات منا وناولهم للغريب . ما أن استقرينا أنا وزملائي داخل الجيب الضيق لبنطال الغريب ؛ حتى استقبلتنا الورقة المطوية داخله بالترحاب .. قالت وهي تحاول أن تتفتح قليلاً لترينا الكلام المكتوب فوقها : أليس شعراً جميلاً ؟ .. أجابها زميلي دون أن ينظر إليها : نعم .. قالت : لقد أم...