المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٠

كليلة ودمنة

صورة
(من باب برزويه المتطبب) فالتمست للإنسان مثلاً، فإذا مثله مثل رجل نجا من خوف فيل هائج إلى بئر، فتدلّى فيها ، وتعلق بغصنين كان على سمائها، فوقعت رجلاه على شيئ في طي البئر، فإذا حيات أربع قد أخرجن رؤسهن من أجحارهناّ. ثم نظر فإذا بقعر البئر تنِّين فاتح فاه منتظر له أن يقع فيأخذه. فرفع بصره إلى الغصنين فإذا في أصلهما جرذان أسود وأبيض وهما يقرضان الغصنين دائبين لا يفتران. فبينما هو في النظر لأمره والإهتمام لنفسه، إذ أبصر قريباً منه كوَّارة فيها عسل نحل، فذاق العسل، فشغلته حلاوته والهته لذته عن الفكرة في شيئ من أمره ، وأن يلتمس الخلاص لنفسه ولم يذكر أن رجله على حيات أربع لا يدري متى يقع عليهن . ولم يذكر أن الجرذين دائبان على قطع الغصنين، ومتى انقطعا وقطع التنين فلم يزل لاهياً غافلا مشغوفاً بتلك الحلاوة حتى سقط في فم التنين فهلك . فشبهت بالبئر الدنيا المملؤة آفات وشروراً ومخافات وعاهات . وشبهت بالحيات الأربع الأخلاط الأربعة التي في البدن، فإنها متى هاجت أواحدها كانت كحمة الأفاعي والسم المميت. وشبهت بالغصنين ، الأجل الذي لا بد لانقطاعه. وشبهت بالجرذين الأسود والأبيض الليل والنهار اللذين هما دا

أسيـــر المحاذاة

صورة
**   طـفـــلاً السير فوق الأصوب موازياً للصواب كنت مرغماً على السير فوق الأصوب موازياً للصواب منهياً عن الخطأ .. كأنني معصوماً منه .. أحفظ قصار سور القرآن الكريم دون فهمها .. أقلد والدي في الصلاة لأرضيه .. في السجود أرفع رأسي لأتسكع بعيناي فوق مؤخرات المصلين!! .. وأجاهد كي لا أضحك .. كنت أخشى أن يراني الله مبتسماً فيمسخني قرداً كما أفهموني .. تمر الأيام .. اصطحب شقيقي الأصغر – رحمه الله – إلى المسجد .. فأجدني أوبخه عقب الصلاة على ضحكة فلتت منه أثناء السجود .. يعاتبني صائحاً (أنا لسه صغير ومش باعرف أصلي) .. أندم على إنني لم أضحك حينما كنت في مثل عمره!! .. تذكرت إنني أيضاً لم أكن خاشعاً في صلاتي .. بل كنت استمتع بمراقبته .. أترى والدي كان يفعل ذلك معي؟؟ .. لم لا؟؟ إلى الأن لست أدري سبب إصرار الأهل (البشر) أن يكون ابناءهم ملائكة؟؟ لم أكن أعلم عن الأقنعة شيئاً بعد!! ** مــراهـقـاً السير فوق الصواب محاذياً للخطأ تركت الأصوب تمرداً وعناداً وإستكباراً وجهلاً .. واكتفيت بالسير فوق الصواب .. محاذياً للخطأ .. اختبيء وراء نجاحي الدراسي .. غايتهم .. المقابل المعنوي لأموالهم .. كنت مجبراً على دفع