مقوار وقوالح

دايما نفس القعدة ما بتتغيرش .. هي؛ قاعدة مربعة ع الحصيرة، قدامها حلة المحشي .. هو؛ قاعد بعيد عنها شوية على الكرسي الخشب القديم المتنجد بالسعف، بيهوي ع القوالح الخابية فوق حجر المعسل بحتة كرتونة .. بعد ما يشد الكام نفس القصيرين في الأول علشان يطقطق الحجر؛ ترفع وركها الضخم سِنة صغيرة من ع الشلتة وتسحب علبة السجاير السوبر من تحتها وتزقها ناحيته وتقول له: ولع لي .. هو أنتي ما تسيبنيش أتهنى ع الحجر أبدا؟؟ لازم تقلي مزاجي كده كل مرة؟؟ .. يعني أنت تعدل مزاجك وأنا لأ؟؟ مش كفاية باعمل لك السم اللي هتتسممه؟؟ .. يعني أنا هتسممه لوحدي؟؟ ما أنتي رخرة هتطفحي منه؟؟ .. يا راجل يا ني اخلص كان زمانك ولعتها!! .. وما تولعيهاش ليه م الباجور؟؟ .. تضحك وتتهز وتترج: أصلي ما باتكيفش منها غير لما تحطها في حنكك الأول .. يتكسف، يبتسم، يهرش في الطاقية الصوف اللي على راسه، يركن ليّ الجوزة على حجره، يوطي يجيب علبة السجاير، يطلع واحدة يحطها في بقه، ويصطاد قُلاحة صغيرة بالماشة يولعها بيها، يكح كحتين، يقوم، يحط ليّ الجوزة ع الكرسي، يقرب إيده من بقها بالسيجارة، تمد بوزها علشان تلقفها، لكنه يقعد يحنسها وما يحطهاش .. تتغاظ، تهدده بالمقوار، يرجع بجسمه لورا وهو بيضحك على منظرها، يشد نفس م السيجارة علشان يغيظها أكتر: مش هاديهالك إلا أما تنزلي السلاح .. تبتسم غصب عنها، تسحب المقوار، وتمد بوزها، يحنسها تاني، ويترقص وهو بيضحك على منظرها، تميل بجسمها لقدام وتعمل نفسها هتقوم وهي مش قادرة أصلا تمسك نفسها من الضحك: والنبي لو ما جبتها لأقوم أشرب الحجر .. يحط السيجارة في بقها بسرعة ويرجع مكانه، يلاقي القوالح اتطفت، يتعكنن، يبرطم، يوطي ع الأرض، يمسك الكرتونة، يهوي ع القوالح .. تبسبس له، يطنشها، تبسبس تاني، يبص لها بجنب عينه .. تدَخل وتخرَج المقوار في البتنجان وتقول له وهي بتلاعب حواجبها: تعرف تعمل كده؟؟ .. يشوح بإيده ويتعدل علشان يرص الحجر: أه ما أنتي هتفوقي عليا بعد ما خدتي مزاجك واتكيفتي .. تتنقوِز وتحرك بوزها المضموم يمين وشمال: إلا اتكيفت، طب ده أنت عليك حطة سيجارة مش على حد .. يضحك، ويكح، لحد ما وشه يحمر، يضحك، ويكح، ويقلع الطاقية الصوف ويهرش في صلعته، يضحك، لحد ما يتهيألك أن الكام سِنة السود المقرطمين اللي شبه القوالح المطفية هيقعوا من بقه ع الأرض، وهي؛ من كتر السخسخة تدمع، وتمسح دموعها في كُم جلابيتها المتشمر. تنتبه فجأة للزبون الواقف على باب الدكان؛ فتشخط فيه وهي بتهدده بالمقوار: عايز إيه يا جدع أنت؟؟

تعليقات

  1. بجد بجد بجد بجد فصلتنى
    مش ممكن مشهد رائع بيختصر حاجات كتييييييييييييييييييييييييييييييييير عجبنى دلعهم وكلامهم وتخيلت كمان ملامحهم عارف يا شريف لو كنت حطيت صورة كان المشهد ما دخلش دماغى وعملت به دماغ عاليه هو حلو اوى جد
    تسلم العقليه اللى بتكتب وتفكر
    بلاش تحرمنا من الحاجات الحلوه دى

    ردحذف
  2. زهــــراء
    :))
    تسلمي يا أستاذتنا، ربنا يكرم حضرتك ويسعدك زي ما بتسعدينا بتعليقاتك الجميلة .. هو البوست كان له كمالة طويلة، بس زي ما حضرتك ذكرتي، لقيت أن المشهد كده حلو قوي، وأي رغي بعد كده مالوش لزمة.
    :)
    إن شاء الله أنشر كتير الفترة الجايه
    :)
    شكرا جزيلا لتشريفك ومرورك الكريم. نورتينا

    ردحذف