فتفوتة سكر

مرة كان فيه بنت بتحب ولد جارها قوي قوي .. كانت بتقف تنشر الغسيل كل يوم الصبح مخصوص علشان تشوفه وهو بيشرب الشاي في البلكونة على أمل أنه يشاور لها أو حتى يبص لها .. لكن الولد كان بيقعد يشرب الشاي وياكل مكعبات السكر من سكات من غير ما يبص يمين أو شمال .. لدرجة أن البنت اتمنت أنها تبقى مكعب سكر ليوم واحد بس علشان الولد يلمسها بإيديه ويقربها من شفايفه ويحس حلاوتها بتسري في روحه ودمه .. وفي يوم، البنت صحيت من النوم لقت السرير كبير قوي عليها، واكتشفت أن أمنيتها اتحققت واتحولت لمكعب سكر أبيض جميل .. البنت طارت من الفرحة وقررت تجري بسرعة تروح للولد في البلكونة.

لما نطت من ع السرير، كان اتكسر ربعها واتفتفت ع السجادة والنمل بدأ يتلم عليه .. قالت مش مهم، المهم ألحق الولد قبل ما يخرج من البلكونة .. فضلت تتدحرج لحد ما وصلت للسلم اللي صدها وقال لها: مش هتنزلي عليا إلا أما تدوقيني حتة منك .. بصت له كده في عناد وقالت له وهي بتجري: ده بُعدك!! .. نزلت ع السلالم جري، لكن كل سلمة كانت بتتدحرج عليها، كانت بتاخد منها حتة قبل ما توصلها للسلمة اللي بعدها .. لما وصلت للشارع أخيراً، كانت بقت النص بالظبط .. قالت مش مهم، المهم ألحق الولد قبل ما يخرج من البلكونة .. بصت حواليها يمين وشمال ما لقيتش عربيات فنزلت من ع الرصيف بسرعة وجريت علشان تعدي الشارع .. لكن الشارع كان مرشوش مية .. المية فضلت تنهش فيها وتدوب منها فتافيت فتافيت وتبلعها بسرعة كبيرة مخيفة، لكن هي فضلت تقاوم لحد ما وصلت بيت الولد بآخر ربع فيها .. قالت مش مهم، المهم ألحق الولد قبل ما يخرج من البلكونة .. عقبال ما طلعت السلم ودخلت من تحت باب الشقة ووصلت للبلكونة وطلعت ترابيزة الشاي ووصلت للسكرية كانت بقت مجرد فتفوتة سكر صغيرة قوي قوي.

الولد خلص كل المكعبات وما فضلش غيرها في قعر السكرية .. قلبها دق بسرعة قوي لما شافت صوابعه بتقرب منها .. غمضت عينيها وابتسمت لأن اللحظة اللي بتحلم بيها جت أخيراً .. الولد بص كده في السكرية لقى فتفوتة سكر منظرها مش نضيف، قام قايل: إيه القرف ده؟؟ وقام مطلع السكرية بره سور البلكونة ونفخ فيها جامد قوي، طير فتفوتة السكر في الهوا!!

وهي طايرة في الهوا .. قدام عينيه بالظبط .. ما شافهاش!! .. لأنه كان بيبص هناك على بلكونتها وبيقول: هي ما طلعتش النهاردة ليه؟؟

تعليقات

  1. عارف المثل اللى بيقولك
    كن حريصا فيما تتمنى
    فربما تحققت الأمنية!
    فهذا تطبيق المقولة
    دى فعلا@

    ردحذف
  2. تالت تعليق
    السلام علبكم

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. قصة جميلة بجد وفيها عنصر تشويق جامد جدا
    ومضمونها فى حد ذاته حكمة
    يعنى مش عارفه إنه هو بيحبها وحاولت توصله واتعرضت للبهدله علشانه وفى الأخر بقى مش نضيفه بسبب انها حاولت توصله فرماها
    الكثيرين يبذلون التضحيات ويأخذ منهم الزمن ومن ضحوا من اجلهم يروهم كما راى هذا الشاب فتفوتة السكر مش نضيفة

    تحياتى شريف باشا
    دمت مبدعا

    ردحذف
  5. سكر يا سكر...تسلم الايادي....

    ردحذف
  6. ياربننناااا.. كل ما اقول ان هى ضحت علشان واحد مايستاهلش زى ماتوقعت من الاول الاقى فى الاخر ان هى اللى استرعت ولا تفتكر هو اللى سكت اكتر من اللازم !
    حلوة ومحيرة.. وغيظانى عاوزة اكتب حاجة حلوة كده

    ردحذف
  7. انا شايف انه مش مهم هو حس اولاء
    او شفها او لاء
    المهم انها استمتعت بلحظات حبها لآخر لحظه
    وقلبها داق طعم العشق لآخر لحظه
    كون الاخر بادلها الحب ام لاء هذا امر اخر

    العبره بأن يكون لدينا القدره على الحب ...ليست العبره بأن يبادلنا الاخر الحب
    ليس فى الحب مساومات او مبادلات


    حلو اوى وعميق البوست ده

    تحياتى

    ....

    ردحذف
  8. مسا السعاده وفتافيت السكر الزياده

    القصه قراتها اكتر من عشر مرات متمتعه بالاسلوب اللى طبعا مش هاقولك عليه انه حلو ورائع وكلام وهرى كتير اظن انت تعلمه

    عارف ان القصه من وجهة نظرى المتواضعه كلها اسقاطات لواقع نعيش فيه بشكل او باخر وطبعا كل واحد فينا القصه هتدخل عقله بشكل مختلف ربما هى كوميديا وربما هى حالة انسانيه وربما وربما ولكن طبعا المعنى عند شريف باشا وبس

    عميقه القصه وعمقها فى البساطه

    تحياتى وتقديرى

    ردحذف
  9. هي مطلعتش النهاردة ليه؟
    تصدق هي دي مشكلة الناس اللي بتسكت.مرة زمان قوي سمعت مقولة في فيلم أن قبل ما الوقت يفوت، امسك ايد اللي معاك و قوله انك بتحبه او تعزه. العمر قصير قوي على الألعاب و الألغاز.
    أسلوبك حلو قوي. و على قد ما الوصف يبان لأول وهلة أنه مرح، بس فيه شجن قوي.فكرة أنها ضحت بنفسها فتفوتة فتفوتة عشان توصل له، لحد ما بقت حاجة "مقرفة" من وجهة نظرة..و بص على الماضي اللي كان قصاده و سأل نفسه عليه، و هو مش عارف أن "الماضي" ده بيرميه دلوقت من البلكونة لأنه "قرف".. الفكرة دي فيها كم وجع صعب قوي. و كم واقعية قاتلة شوفناها كتير في حواديت حوالينا، زي لما نتغير عشان حد، و في الآخر منعجبش :)
    نهارك أبيض دائماً يا شريف.

    ردحذف
  10. اعتقد انه التسرع بتاعها ، و ان حياتها مش لحظة و مكعب سكر !

    ردحذف
  11. اسلوبك شيق سلس للغايه
    ااحسنت والله .. سرد معبر وله اكثر من معنى ومفهوم راقى
    استمتعت والله واستفدت لما قدمت
    كل الود

    ردحذف
  12. من فترة معلقتش عندك
    جميلة كالعادة و كعادةاسلوبك الملفوف على بعضه زى عرق السوس :D

    ردحذف