المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

راكب الأتوبيس

صورة
- قد يقف شخصاً ما لفترة طويلة منتظراً الأتوبيس الذي سيقله إلى منزله بعد عناء يوم طويل في العمل ، حتى يتملكه اليأس والإحباط والسخط ويفتك به الإجهاد والتعب لكثرة ما انتظر .. وأثناء انتظاره يظل يلعن كل الأتوبيسات التي تمر من أمامه والتي لا تذهب إلى منزله ! .. يظل ينظر في حقد إلى هؤلاء المحظوظين الجالسين على مقاعدهم في تلك الأتوبيسات .. وقد يشتم أحدهم في سره إذا ما رآه يتحاشى النظر إلى الواقفين على محطة الأتوبيس وكأنهم غير موجودين أصلاً أو كأنه – الجالس على مقعد في الأتوبيس – لم يكن مثلهم منذ قليل .. "ناس واطية صحيح" هكذا يصفهم !   يأتي الأتوبيس أخيراً .. مزدحماً جداً كما هو متوقع .. يتهلل صاحبنا فرحاً لقدوم الأتوبيس .. ويكون شاغله وقتها أن يستقله بأية وسيلة حتى يذهب إلى منزله ويرتاح من عناء الوقوف .. بعد لحظات من الركوب .. ينسى الوقت الذي قضاه في الخارج في انتظار الأتوبيس .. ويبدأ في الشعور بالضيق والتعب من الزحام .. وأنه لن يقدر على الاستمرار في الوقوف هكذا وسط تلك الكتل البشرية المتلاحمة حتى منزله .. يصبح كل ما يتمناه وقتئذ أن يقل هذا الزحام قليلاً حتى يستطيع أن يقف في...

قشرة برتقالة

غسان كنفاني - رواية "العاشق" " لا أحد ، على أي حال ، يعرف كيف ترتب الحياة نفسها ... أحياناً يحسب المرء أن قصة ما انتهت فإذا بها تبدأ . إن مستقبل إنسان كامل تراه فجأة متعلقا بحادث صغير لا قيمة له ، إن عقدة المسبحة أصغر من حباتها ولكنها إذا انفكت كرت ثلاث وثلاثون حبة واحدة إثر الأخرى، وأحياناً ينحرف الماعز الأكبر في القطيع وراء قشرة برتقالة ، فيتبعه القطيع بأكمله ، وقد يجتاز سياجاً فيشتبك الرعاة بالمزارعين ويموت ناس وتفقد دواب وتعقد ولائم الصلح فيأكل فقراء القرية ومجانينها وأطفالها العراة وخيلها وبقرها ، ويرى مدعو ما فتاة ما هناك فيخطبها ويتزوجها وتنجب له أولاداً وبناتاً يعيشون ويموتون ، ويمشي في جنازاتهم رجال لا يعرفونهم خطوات السنـَّة العشر ويتحدثون وقد يتفقون على شيء أو يتشاجرون".

اللي تشوفه حضرتك

صورة
نبيل سكلانة (زي ما بينادوه في المنطقة) ، شاب غلبان وغلب الدنيا فيه .. عامل خدمات معاونة في مطبخ مستشفى حكومي .. وبالليل بيغسل الميكروباصات اللي بتجرج جنب القهوة .. ولما كنت أيامها باقعد لوحدي ع القهوة بعد الفجر .. فما كانش فيه غيري يتكلم معاه في الوقت ده – وهو بينضف القهوة - قبل ما نروح على أشغالنا .. ويحكي لي قصته .. والده متوفي .. وأخوه إتجوز وقعد مع أمه في شقتهم .. فلم يكن أمام نبيل إلا أن يستأجر شقة إيجار قديم .. دور أرضي .. بـ 250 جنيه في الشهر .. في حين أن كل مرتبه – وقتها - كان 150 جنيه في الشهر ! .. لكن الحمد لله ربنا بيكرمه آخر الليل من غسيل العربيات وتنضيف القهوة وتقضية الطلبات للزباين .. مشكلة نبيل كانت في أنه عاوز يتجوز .. بالنسبة للشقة كان وضب السباكة بتاعتها وصلح الكهربا وكسّر الحيطان اللي كانت ناشعة رطوبة ومحرّها من جديد ودهن الشقة بالزيت .. وجاب الغسالة والتلاجة والتليفزيون (كان فاضل له أربع أقساط من تمنه) وأخوه إن شاء الله هايشتري له أوضة النوم وأمه هاتجيب له الشبكة من الاربعتلاف جنيه نصيبه في ورث أبوه .. بس شارطة عليه ما يتجوزش بنت أم خالد (ما عرفتش ليه بصراحة ) وإلا ...

تسقط تسقط تسقط

تقريباً وقتها كان عندي ست أوسبع سنين ! .. مش فاكر بالظبط ! .. بس فاكر حاجات تانية كتير ! .. فاكر لما كنت باقف في البلكونة أم شبابيك خشب خضرا اللي بتطل على الفسحاية الكبيرة وأنده على بتاع التفاح الأخضر : يا عم يا عم يا عم هات بربع جنيه تفاح ونقيه كبير ، وأزعل منه أوي أنه بيعبيه في قرطاس معمول من ورق المجلات مش في كيس الورق البني بتاع الفاكهة ! .. وفاكر كمان بتاع الحرنكش والدوم وحب العزيز وبتاع التين الشوكي وبتاع البطاطا اللي كنت باحب أجيب منه البطاطا البيضا وأقول له هات ببريزه ونقيها معسلة علشان دي لعيل صغير هايتفطم ! .. فاكر كمان بتاع القصب اللي كان جنب بتاع الجاز ! .. وبتاع غزل البنات وبتاع الخرشوف وبتاع حب العزيز والبشملة .. فاكر الست العجوزة بتاعة البخت (أقماع بسكوت من اللي بيتصب فيها الآيس كريم دلوقت ، سداسية الشكل لونها بمبي في قعرها طبقة عسل أسود وقد يضعون فيها عملة فضية : قرش أو شلن) اللي كنت باروح لها مخصوص لحد المترو علشان أشتري منها يمكن أكسب ! .. وأفضل رافع واحدة البخت كده في الشمس علشان أشوف فيها شلن ولا لأ ؟؟ .. فاكر كمان الست بتاعة لقمة القاضي .. اللي كنا بنقعد جنبها في ...