راكب الأتوبيس
- قد يقف شخصاً ما لفترة طويلة منتظراً الأتوبيس الذي سيقله إلى منزله بعد عناء يوم طويل في العمل ، حتى يتملكه اليأس والإحباط والسخط ويفتك به الإجهاد والتعب لكثرة ما انتظر .. وأثناء انتظاره يظل يلعن كل الأتوبيسات التي تمر من أمامه والتي لا تذهب إلى منزله ! .. يظل ينظر في حقد إلى هؤلاء المحظوظين الجالسين على مقاعدهم في تلك الأتوبيسات .. وقد يشتم أحدهم في سره إذا ما رآه يتحاشى النظر إلى الواقفين على محطة الأتوبيس وكأنهم غير موجودين أصلاً أو كأنه – الجالس على مقعد في الأتوبيس – لم يكن مثلهم منذ قليل .. "ناس واطية صحيح" هكذا يصفهم ! يأتي الأتوبيس أخيراً .. مزدحماً جداً كما هو متوقع .. يتهلل صاحبنا فرحاً لقدوم الأتوبيس .. ويكون شاغله وقتها أن يستقله بأية وسيلة حتى يذهب إلى منزله ويرتاح من عناء الوقوف .. بعد لحظات من الركوب .. ينسى الوقت الذي قضاه في الخارج في انتظار الأتوبيس .. ويبدأ في الشعور بالضيق والتعب من الزحام .. وأنه لن يقدر على الاستمرار في الوقوف هكذا وسط تلك الكتل البشرية المتلاحمة حتى منزله .. يصبح كل ما يتمناه وقتئذ أن يقل هذا الزحام قليلاً حتى يستطيع أن يقف في...